السبت , أبريل 20 2024
إبدأ التداول الآن !

التحكم في تداولاتي

من وجهة نظري، يعتبر التحكم في التداول موضوعاً هاماً له دور كبير في تفهم عملية التداول والقيام بها بشكل ناجح. هناك أجزاء كبيرة من عملية التداول يكون فيها القيام بالتحكم أمراً سهلاً نسبياً و أجزاء أخرى يكون فيها التحكم أمراً في غاية الصعوبة. على سبيل المثال، يعتبر الدخول في عملية التداول من النقاط التي نتحكم فيها بشكل كبير. حيث نقوم بتحديد الظروف و يجب على السوق أن يطبق هذه الشروط أو فإننا سوف نرفض المشاركة ببساطة. فمن الواضح أن هذه هي النقطة من عملية التداول التي نقوم فيها بممارسة أقصى درجات التحكم.

أذكر أنني قمت بحضور عدد من المحاضرات قبل عدة سنوات ألقاها السيد “جورج لان” (الشهير في مجال مؤشر ستوشاستك) حين قام بالكشف للجمهور عن قائمة من العناصر التي أراد أن يراها قبل الدخول في عملية التداول. كانت قائمة ما قبل الدخول الخاصة به تحتوي على 27 شرطاً، و بما أنني من المشككين في إستراتيجيات فوركس المعقدة، فإني لا أذكر أي من هذه الشروط السبعة و عشرين، إلا أنني متأكدة أن واحدة منها على الأقل كانت مؤشر ستوشاستك. عندما كان “جورج” يقوم بمراجعة قائمته، كان في درجة عالية من السيطرة على الموقف و في حال لم يقم السوق بتنفيذ شروطه بالتحديد، فإنه لن يقوم بالتداول.

كما أشير في أغلب الأوقات أثناء محاضراتي، فإن الدخول هو الجزء السهل من التداول. السبب هو أن لدى كل واحدٍ منا أعلى درجات التحكم على هذه النقطة، و يمكننا أن نمارس هذا التحكم بالقدر الذي نريد. يمكن أن يطلب “جورج لان” كل نقطة من نقاطه السبع و عشرون، و يمكنني أن أطلب الإعدادين الخاصين بي و شرطاً للبدء بالتنفيذ. إلا أن وضع التحكم يتغير بشكل كبير عندما ندخل في التداول. تصبح قدرتنا الآن على التحكم في جميع عناصر التداول أصعب بكثير و بعيدة جداً عن القدرة المطلقة. بمجرد أن ندخل في عملية تداول آجلة فإننا نعلم أن علينا أن نخرج منها خلال فترة زمنية محددة و إلا فإننا سوف نتعرض للمتاعب لأن فترة العقد سوف تنتهي. حتى متداولي الأسهم الذين ليس عليهم القلق بشأن إنتهاء العقود عليهم أن يخرجوا من وضعياتهم بشكل صحيح إذا ما أرادوا تضخيم أرباحهم. الخروج أصعب بكثير من الدخول لأننا بباسطة لا نستطيع أن نقلب عملية الدخول و نطلب من السوق أن يقوم بنفس الأمر. عندما ندخل في عملية التداول، يمكنني أنا و السيد “جورج لان” أن نلقي بقوائمنا خارج النافذة لأنه لم يعد بإمكاننا أن نملي شروطنا على السوق. السوق هو المسيطر الآن و علينا أن نكون مستعدين للتجاوب مع كل ما يقوم به. يمكن للسوق القيام بما يريده بعد أن ندخل في عملية التداول و يمكننا أن نكون متأكدين من أن السوق لا يأبه بالشروط الموجودة على قوائمنا أو ما هي الأمور التي نفضلها. عندما ندخل في التداول، فإننا تحت رحمة السوق، و السوق يعمل وفقاً لقائمته الخاصة و إحتماليات تلك القائمة أطول بكثير من العناصر السبع و عشرون الموجودة على قائمة “جورج لان”، فخيارات السوق لا حد لها، و يمكنه القيام بما يريد وقتما يريد، و علينا بطريقةٍ ما أن نكون مستعدين للتجاوب مع ذلك. فأين ذهب تحكمنا الآن؟

علينا عندما نقوم بتداولاتنا أن نكون مستعدين لحركات كبيرة تجري ضدنا و حركات كبيرة أخرى تجري لصالحنا (المفاجئ أن الحركات الكبيرة المضادة لنا يمكن التعامل معها بسهولة أكبر بكثير من التعامل مع الحركات الكبيرة التي لصالحنا. سوف نتحدث بتفصيل أكثر عن هذا الأمر بعد قليل). من بين الإحتمالات التي لا حصر لها عند السوق، نذكر الفجوات و التراجعات و الحركات المحدودة أسواط المناشير، و ربما تكون أسوؤها على الإطلاق هي الحركات الجانبية المملة التي تجعلنا نتمنى لو كنا نتداول في أمرٍ آخر. من الممكن أن يقدم لنا السوق أيام داخلية و أيام خارجية و أيام تراجعية و أيام تراجعية أساسية و أيام بأحجام كبيرة و أخرى بأحجام قليلة و نطاقات متوسعة و نطاقات متقلصة و تسارع و تباطؤ. يمكننا أن نواجه أياماً كبيرة لدرجة أن الجدوال تبدو و كأنها على آخر العصى أو أيام صغيرة لدرجة أنها تبدو كالنقاط.

لأن علينا أن نكون حذرين لكل هذه الأمور و أكثر، فمن غير المستغرب أن تكون إستراتيجيات الخروج أكثر تعقيداً من إستراتيجيات الدخول. يجب أن نكون مستعدين لأي ظروف قد يضعها السوق أمامنا. كما ذكرت سابقاً، نادراً ما تكون المشاكل هي الخسائر، لأننا نستطيع أن نتحكم في هذا الأمر ببساطة من خلال تحديد نقاط توقف الخسائر و إغلاق التداول إذا ما وصلنا إلى تلك النقطة. نواجه هنا مرة أخرى موضوع التحكم و من المريح أن نعلم بأن لدينا درجة عالية من التحكم بخسائرنا، فإذا أردنا أن نصمم نظاماً يكون فيه معدل الخسارة هو 487.5$، لن يكون الأمر صعباً. يمكننا بالتأكيد التحكم في حجم خسائرنا و علينا التأكد من أننا نقوم بذلك.

يجب أن يتم التخطيط بحذر لكل إستراتيجيات الخروج لكي نتأكد من أننا نتحكم بما يمكن التحكم به. بدايةً علينا أن نحدد و أن نفهم الأمور التي يمكن التحكم بها و بعد ذلك علينا التأكد من أننا نمارس كل ما لدينا من تحكم. قد يكون من المريح معرفة أن بإمكاننا التحكم بالخسائر و لكنه من غير المريح أبداً أن ندرك بأن لدينا القليل جداً من التحكم على أرباحنا. إن كان لدينا ربح بمقدار 500$، فكيف يمكننا أن نجعل منه ربحاً بمقدار 1000$؟ للأسف، فإن البقاء في عملية التداول لفترة أطول لا يعطينا أي ضمان بأننا سوف نحقق بالنهاية أرباحاً بمقدار 1000$.

في هذه الحالة  يكون لدينا درجة تحكم صغيرة جداً، و لكن دعونا نرى ما يمكننا القيام به عن طريق التحكم الذي لدينا. على الرغم من أن مقدار الربح لا يمكن التحكم به من حيث إجباره بطريقة ما على أن يكون أكبر، فإن بإمكاننا التحكم به من حيث منعه من أن يصبح أصغر أو أن يتحول إلى خسارة. هناك أنظمة التي تمكننا أن نقدر أن حجز الأرباح المفتوحة عند عدة مستويات أمرٌ مهم لإنجاح إستراتيجية فوركس الخاصة بنا. سوف نلاحظ أن في نظام “25×25” للتداول (نظام مجاني على الموقع الإلكتروني) نقوم بإستخدام قناة ضيقة جداً لحجز الأرباح بعد 25 يوماً أو بعد خمس معدلات نطاقات حقيقية من الربح. لا يمكننا التحكم بالسوق و إجباره على إعطائنا 5 نطاقات حقيقية من الربح، و لكن في حال قام بذلك، فيمكننا التأكد من أننا سوف نحتفظ بالجزء الأكبر منها. أي أن حماية أرباحنا المفتوحة أمرٌ من المؤكد أن يقع تحت سيطرتنا.

عند تصور نظام تداولي جديد، و عند القيام بمراحل التصميم و الفحص، عليك أن تنتبه لمواضيع التحكم. إبحث عن الأمور التي يمكنك التحكم بها و تأكد من أنك تتحكم بها لمصلحتك. أبحث عن الأمور التي لا يمكنك التحكم بها، و على الأقل ضع خطة معينة تعمل على التقليل من الأضرار التي من الممكن أن تنتج عن هذه الأمور. التفكير بمواضيع التحكم تجعل منك متداولاً أفضل و تطبيق التحكم سوف تمكن نظامك من التداول بشكل أفضل.

بسمة الزعبي
بدأت بسمة تخوض عالم تداول العملات في عام 2002، وعملت في المقابل في تعليم الرياضيات بعد التخرج من جامعة عمان. تقوم بابتكار ونشر إستراتيجيات التداول عبر المنتديات العربية وتملك الخبرة في قراءة التحليلات وتوجيهها إلى الصفقات المناسبة. في هذه الأيام، تهتم بشكل اكبر في السوق وتعمل على تقليل ساعات التعليم والعمل بدوام كامل في كمتداولة في سوق الفوركس. تطرح في مقالاتها أفكار واستراتيجيات وتحاليل للمبتدئين حول سوق العملات الأجنبية.