الثلاثاء , أبريل 23 2024
إبدأ التداول الآن !

حالة المتداول النفسية و الانضباط عند التداول

الحالة النفسية أثناء التداول
الجانب النفسي للتداول له أهمية كبيرة، و السبب في ذلك بسيط: المتداول يندفع داخل و خارج الأسهم خلال فترة قصيرة، و هو مجبر لإتخاذ قرارات سريعة. من أجل القيام بهذا الأمر، يجب أن يكون لديه حجم معين من التركيز. كما أنه، نتيجة لذلك، يحتاج إلى الإنضباط بحيث يكون قادراً على الإلتزام بالخطط التداولية الموضوعة سابقاً و معرفة متى يقوم بتحصيل الأرباح و تحمل الخسائر. يجب أن تدخل العواطف في الموضوع.

تفهم الخوف
عندما تبدأ شاشة المتداول بالتوهج بضوء أحمر (في إشارة إلى تراجع الأسهم) و تأتي الأخبار السيئة بشأن سهم معين أو السوق بشكل عام، ليس من غير المألوف بالنسبة للمتداول أن يشعر بالخوف. يحتاج المتداولين إلى أن يفهموا ما هو الخوف، فهو ببساطة ردة فعل طبيعية لما يعتبرونه تهديداً (في هذه الحالة ربما تهديداً لأرباحهم أو إحتمالية تحقيق الأرباح). قياس الخوف من الممكن أن يساعد. أو ربما يكونون قادرين على التعامل بشكل أفضل مع الخوف من التفكير فيما يخيفهم، و لماذا يخيفهم.

الطمع أثناء التداول هو أسوء الأعداء
هناك قول قديم في “وول ستريت” “الخنازير تذبح”. هذا الجشع في المستثمرين يتسبب لهم بالتمسك بالوضعيات الرابحة لفترة طويلة، في محاولة للحصول على كامل الأرباح. من الممكن أن تكون هذه الصفة مدمرة للعوائد لأن المتداول يخاطر دائماً بخسارة كامل وضعيته.
ليس من السهل التخلص من الطمع. السبب هو أن الكثير منا يحاول دائماً الحصول على الأفضل، أو أن نحاول الحصول على المزيد. من المفترض على المتداول أن ينتبه لهذه الغريزة عندما تتم، و أن يطور خطط تداولية بناءاً على قرارات التداول المدروسة، و ليس بناءاً على المبالغ المبنية على رغبات عاطفية أو غرائز قد تكون مؤذية.

أهمية قواعد التداول
من أجل أن يدخل المستثمرون في الحالة العقلية الصحيح قبل الشعور بالضغوط النفسية أو العاطفية، فإن بإمكانهم البحث عن إنشاء قواعد تداولية بشكل مسبق. يمكن للمتداولين تأسيس حدود يقومون عندها بوضع إرشادات بناءاً على العلاقة بين العوائد إلى المخاطرة، بحيث يخرجون من التداول بناءاً على هذه الإرشادات و بغض النظر عن الحالة النفسية. على سبيل المثال، في حال تداول سهم عند 10$ للسهم، من الممكن أن يختار المتداول الخروج عند 10.25$ أو 9.75$ لوضع حد للخسائر.
بالطبع، تحديد أهداف سعرية قد لا تكون القاعدة الوحيدة. على سبيل المثال، من الممكن أن يقول المتداول أنه في حال ورود أخبار معينة، مثل مكاسب أو خسائر معينة أو أخبار إقتصادية جزئية، فإنه عندها سوف يقوم بالشراء أو البيع. كذلك، في حال أصبح من الواضح بأن المشترين الكبار أو الباعة الكبار دخلوا سوق التداول، من الممكن أن يقرر المتداول الخروج منه.

إنشاء خطة تداول
يجب على المتداولين ان يحاولوا التعلم عن إهتماماتهم بأكبر قدر ممكن. على سبيل المثال، إذا ما كان المتداول يتعامل بشكل قوي مع الصفقات و يهتم بأسهم شركات الإتصالات، يكون من المنطقي بالنسبة له أن يحصل على معلومات عن هذا القطاع من الأعمال. و كذلك، إن كان يتداول بشكل كبير على أسهم الطاقة، عليه أن يصبح ملماً بهذه المنطقة.
للقيام بهذا الأمر، يجب البدأ من خلال وضع خطة لتثقيف نفسك. إن كان بالإمكان، أحضر دورات تعليمية عن التداول و أحضر مؤتمرات جانبية. كذلك، من المنطقي التخطيط و تخصيص أكبر وقت ممكن لعملية البحث. هذا يعني دراسة الرسوم البيانية، التحدث مع الإدارة (إن كان ممكناً) قراءة المجلات التداولية أو القيام بغير ذلك من البحوث (مثل تحليلات الإقتصاد الجزئي أو التحليلات الصناعية) بحيث عندما تبدأ الجلسة التداولية، يكون المتداول مستعداً و مهيئاً. ثروة المعلومات من الممكن أن تساعد المتداول في تجاوز الخوف، و لذلك فهي أداة مفيدة.

في النهاية، يجب على المتداولين أن يقوموا بمراجعة و تقييم أدائهم بشكل دوري. هذا لا يعني مراجعة العوائد و الوضعيات الفردية فحسب، و لكن كذلك كيفية استعدادهم للجلسة التداولية و مدى حداثة المعلومات السوقية التي لديهم و مدى تقدمهم في التعليم و غير ذلك. هذا التقييم الزمني من الممكن أن يساعد المتداول على تصحيح الأخطاء الأمر الذي من الممكن أن يحسن من أدائهم بشكل عام. كما أنه من الممكن أن يساعد في المحافظة على الحالة العقلية المناسبة و مساعدتهم على الإستعداد النفسي للتداول.

الخلاصة
من المهم في الغالب بالنسبة للمتداول أن يكون قادراً على قراءة الرسوم البيانية و تكون لديه التكنولوجيا الصحيحة بحيث يتم تنفيذ أهدافهم، و لكن هناك غالباً العنصر النفسي للتداول الذي لا يجب تجاهله. تحديد القواعد التداولية و بناء خطة التداول و القيام بالبحوث و الحصول على الخبرة، كلها خطوات بسيطة من الممكن أن تساعد المتداول في التغلب على هذه العقبات العقلية.

بسمة الزعبي
بدأت بسمة تخوض عالم تداول العملات في عام 2002، وعملت في المقابل في تعليم الرياضيات بعد التخرج من جامعة عمان. تقوم بابتكار ونشر إستراتيجيات التداول عبر المنتديات العربية وتملك الخبرة في قراءة التحليلات وتوجيهها إلى الصفقات المناسبة. في هذه الأيام، تهتم بشكل اكبر في السوق وتعمل على تقليل ساعات التعليم والعمل بدوام كامل في كمتداولة في سوق الفوركس. تطرح في مقالاتها أفكار واستراتيجيات وتحاليل للمبتدئين حول سوق العملات الأجنبية.